Admin المدير والمشرف العام على المنتدى
الموقع : موقع ومنتديات مجمع شعاع النور الإسلامي عدد المساهمات : 87
| موضوع: موقع الشيخ الدكتور مبارك المصري النظيف ( وقفات مع فقه النوازل [7] ) السبت 17 سبتمبر 2011 - 22:01 | |
| وقفات مع فقه النوازل ( 7 )د. مبارك المصري النظيف أستاذ الفقه وأصوله ــ كلية الشريعةDr.Mubarkelmasrii@gmail.com الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، نحمده حمداً كثيراً مزيداً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على سيد الكائنات وأفضل المخلوقات سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه والتابعين ، وبعد: أخي القارئ الكريم أُُطلّ عليك في لقاء جديد مع هذه الوقفات ، وفي هذا العدد الثالث عشر من رسالة المجتمع الغرّاء ، أتحدّث عن النوازل المتعلقة بأحكام الصلاة ، فنقول وبالله التوفيق:أولاً: ما يتعلق باستقبال القبلة:المسألة الأولى : تحديد القبلة بالأجهزة الحديثة . أجمع أهل العلم على أن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة ، ودليل ذلك:قول الله U: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ يَعْمَلُونَ } (سورة البقرة الآية 144).وحديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته أن النبي r قال: ( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ) أخرجه البخاري ومسلم . والشارع الحكيم قد جعل للقبلة علامات ، ذكر العلماء رحمهم الله أن من العلامات الكونية الأفقية للاستدلال على القبلة : الشمس والقمر والقطبين والنجوم ومصاب الأنهار الكبار ، ووجوه الجبال ومهاب الرياح ومحاريب المسلمين...إلخ.واتفق علماؤنا على أنه لا بأس من الاعتماد على الآلات الحديثة في تحديد القبلة ، لأنها تفيد الظن ، والظن معتبر في باب العبادات . وقد وُجِد ما يسمى بالبوصلة الإلكترونية التي تقوم بتحديد جهة الشمال وجهة الجنوب بدقة تامة ولا تتأثر بمؤثرات أخرى كالكهرباء والمغناطيس وإذا حصل فيها تأثر فإنها توضحه. بخلاف البوصلة القديمة فإنها تتأثر بالكهرباء أو المغناطيس . وعليه فإن تحديد القبلة بالأجهزة الحديثة لا بأس من الاعتماد عليه ، لأنه يفيد الظن ، والظن معتبر في باب العبادات. المسألة الثانية: الصلاة في السفينة والطائرة . كما هو معلوم أن استقبال القبلة في الفريضة شرط ، وأما في النافلة فيسقط استقبال القبلة كشرط ، لكن يستحب فقط في تكبيرة الإحرام كما في حديث أنس أن يستفتح الصلاة إلى جهة القبلة ، والنبي r كان يصلي حيث توجه به ركابه ، وأما في الفريضة فاستقبال القبلة شرط فنقول الإنسان يجتهد في استقبال القبلة ، فإذا كان يتمكن من استقبال القبلة فإنه كما قال الله U :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } ( سورة التغابن الآية 16 ). و قول النبي r : ( إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم ) أخرجه البخاري ومسلم. فإذا انحرفت السفينة فإن قدر أن ينحرف معها فلينحرف معها , المهم أن هذا متعلق بالاستطاعة فإذا كان هناك مكاناً يتمكن فيه من استقبال القبلة فإنه يستقبل , وإن أخر الصلاة إلى أن ينزل إذا كان سينزل في الوقت أو كانت الصلاة تجمع مع ما قبلها كالظهر تجمع مع العصر فهذا أحسن, وأما إذا كان سينزل بعد خروج الوقت مثلاً لو كان سينزل بعد طلوع الشمس بالنسبة لصلاة الفجر فهذا لا يجوز له أن يؤخر الصلاة بل يجب عليه أن يصلي. ولو صلى مع أنه يعلم أنه سوف ينزل قبل خروج الوقت فصلاته صحيحة.هذا وقد أجمع العلماء القدامى على صحة الصلاة في السفن ، لأن السفن كانت موجودة في وقتهم . وذكر النووي رحمه الله في كتابه المجموع قال : وتصح صلاة الرجل المحمول على سرير في الهواء . (المجموع: 3/214 ) ، وأخذ منه علماؤنا المتأخرون أن الصلاة في الطائرة جائزة وصحيحة إن شاء الله تعالى . ثانيا: ما يتعلق بصلاة الجماعة:المسألة الثالثة : حكم شهود شارب الدخان صلاة الجماعة في المسجد . هل يجب على المدخن أن يحضر صلاة الجماعة في المسجد أم لا؟ .أولا: الدخان ويسمى التبغ: هو نبات من الفصيلة الباذنجانية تشتمل على أكثر النباتات السامة كالبنج ونحوه. وأصل هذه النباتات في بلاد الغرب ، ولم يعرفها المسلمون إلا في نهاية القرن العاشر وأدخل الإنجليز الدخان على المسلمين في عهد الدولة العثمانية ، وأدخله إلى بلاد المغرب رجل يهودي يزعم أنه حكيم يداوي الناس ، ثم بعد ذلك جُلب إلى بقية بلاد المسلمين كمصر وبلاد الحجاز وغالب بلاد المسلمين ثم صار الطامة الكبرى لشباب اليوم. وثبت طبياً أن هذا الدخان يحمل سموماً قاتلة للإنسان ، والإحصائيات الطبية تذكر أنه ما يقرب من خمسة وعشرون مليون شخص يموتون سنوياً في العالم بسب الدخان، فهذا من قتل النفس والله U يقول :{وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } ( سورة البقرة الآية 195 ). وأيضاً لما في ذلك من الأضرار التي يتفق عليها الأطباء ، للقاعدة الشرعية :" لا ضرر ولا ضرار" .فإذن ما حكم شارب الدخان الذي يدخل المسجد ورائحة فمه كريهة ؟ قال بعض العلماء يحرم عليه حضور صلاة الجماعة وبعضهم قال يكره .وعلة ذلك الإيذاء ، فإذا كان يؤذي فإنه لا يجوز له أن يحضر صلاة الجماعة ويستدل لهذا :بحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال: " من أكل من هذه الشجرة-يعني الثوم- فلا يقربن مسجدنا " (رواه البخاري ومسلم ) ، وحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو قال: فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته " رواه البخاري . وفي رواية لمسلم " من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم " والأحاديث في هذا كثيرة ، لكن يستفاد منها الآتي:1- النهي عن إتيان المساجد لمن أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً . 2- يلحق بهذه الأشياء كل ذي رائحة كريهة تتأذى منه الملائكة أو المصلون كرائحة التبغ الذي يتعاطاه المدخنون ، فعلى من ابتلي به ألا يتعاطاه عند ذهابه إلى المسجد ، وأن ينظف أسنانه وفمه حتى يقطع رائحته أو يخففها . 3- كراهة أكل هذه الأشياء لمن عليه حضور الصلاة في المسجد – كصلاة الجمعة – لئلا تفوته الجماعة في المسجد ، ما لم يأكلها حيلة على إسقاط الحضور ، فيحرم . 4- حكمة النهي من إتيان المساجد ألا يتأذى بها الملائكة والمصلون . 5- النهي عن الإيذاء بكل وسيلة ، وهذه وسيلة منصوص عليها ، فالإلحاق بها صحيح مقيس . 6- إن الإمتناع عن أكل الثوم ونحوه ليس لتحريمه ، بدليل أمره عليه الصلاة والسلام بأكلها ، فإمتناعه عن أكلها لا يدل على التحريم ، بخلاف شرب الدخان فإنه محرم تعاطيه . والعلم عند الله تعالى.وإلى لقاء قادم إن شاء الله | |
|
Admin المدير والمشرف العام على المنتدى
الموقع : موقع ومنتديات مجمع شعاع النور الإسلامي عدد المساهمات : 87
| موضوع: رد: موقع الشيخ الدكتور مبارك المصري النظيف ( وقفات مع فقه النوازل [7] ) السبت 17 سبتمبر 2011 - 22:04 | |
| | |
|